الخرائط
البدائية
إن تحديد أول خريطة رُسمت تاريخياً تعد من
الأمور الصعبة جداً خاصة في ظل مرحلة ما قبل تدوين التاريخ رغم ذلك فإن الشعوب
البدائية وضمن المكتشفات قامت برسم بعض الخرائط قبل أن تتوصل إلى معرفة الكتابة ،
حيث كانوا ((يخطون على الرمال ويرسمون على جدران الكهوف أو ينقشون على قطع من
الجلد أو يستخدمون القواقع والعصي لعمل مجسمات مبسطة توضح المواقع والطرق من حولهم
))[1]
1مجسم خاص بسكان جزر مارشال ويدل تشابك
العيدان على اتجاه التيارات المائية وتبين الأصداف موقع الجزر .
|
الخرائط البابلية
البحوث التاريخية والدراسات الجغرافية تشير
إلى أن أول محاولة جادة في مجال رسم الخرائط انبثقت من الحضارة البابلية وسكانها
الذين قطنوا فيها في سهول العراق قبل حوالي 4000 سنة ، ولا يخفى تميز الحضارة
البابلية في الجوانب العلمية كالفلك والرياضيات لذلك أصبحت الصدارة لهم رسم
الخرائط القائمة على ((أساس المشاهدة والقياس)) [2]
ومن أهم الأسباب التي دفعت البابليين إلى رسم
الخرائط هو تقدير الضرائب على الأراضي الزراعية عن طريق لوحات يتم النقش عليها من
الصلصال المحروق .
لوحة
جاسور تعتبر أقدم الخرائط البابلية التي اكتشفت في ((مدينة جاسور إلى الشمال من
بابل 1930 م )) [3]
وكانت مكونات لوحة جاسور الصغيرة الحجم التي
تعود إلى 2500 سنة قبل الميلاد من الصلصال عليها أحد الأنهار المتجه من الشمال إلى
الجنوب وتحيط به من الجانبين بعض الرموز التي تمثل المرتفعات ، ((ويصب النهر
بواسطة ثلاث دالات في بحر أو بحيرة)) [4]
وتوجد أيضا بعض الرموز التي تحدد الاتجاهات
الأصلية على الخريطة فمن الجانب الأيمن نجد دائرة كاملة تمثل الشرق وعلى الجانب
الأيسر توجد صورة نصف قرص يمثل جهة الغرب .
ولقد رسم البابليون تصوراً عن شكلهم بلادهم
على لوح من طين .
أيضا أنشأ البابليون خريطة تجسد فكرتهم على العالم وهي عبارة عن قرص مستدير
يحيط به البحر من جميع الجهات وأطلقوا عليه اسم ((بحر مياه المرة)) [5]
يحيط
بالقرص من الخارج سبعة جزر منتشرة حول قرص العالم المعروف , ((وهذه الجزر تمثل
معابر إلى دائرة خارجية تحيط بهذا البحر أطلق عليها اسم المحيط السماوي حيث يقيم
كبار الآلهة )) [6]
وقد
احتوت هذه الخريطة الاتجاهات الأصلية من خلال عدة رؤوس تخرج من المحيط السماوي
والتي تشير في الواقع إلى الاتجاهات الأربعة ( الشمال ، الجنوب ، الشرق ، الغرب) .
وتقسيم
الدائرة الواحدة إلى 360 قسم إلى
البابليين حيث مثلوها بقبة السماء[7]
، وكذلك قسموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى دقائق والدقائق إلى ثواني ((وبقي هذا
النظام مستخدما عبر التاريخ واستفاد منه كل من علماء الهنود واليونانيين
والرومانيين)) [8]
وقاموا
بربط القياسات على سطح الأرض، بحركة النجوم في السماء ، كما وجدت على خرائطهم
أشكال هندسية سُجلت عليها المسافات والمساحات .
احسنت
ردحذفمعلومة جدا رائعة
ردحذف