الخميس، 29 يونيو 2017

زنا المحارم في مجتمع القرود !! والتطور البشري



زنا المحارم في مجتمع القرود !!
قد يكون العنوان غريبا بعض الشيء، ولكن نحن بصدد القيام بعقد علاقة ما بين زنا المحارم وبين التطور البيولوجي للكائنات البشرية التي سبقت آدم ووصلت إليه وانسحبت خلفها سلسلة من السلالات البشرية !
نعم. الإنسان ككائن عاقل أرقى من بقية الكائنات البهيمية الأخرى من جهة التفضيل (ولقد كرمنا بني آدم وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) فمن المفروض أن تكون غرائزه أو جيناته الفطرية تدعوه إلى الفطرة السليمة وإلا سوف يصل إلى الحالة البهيمية!
نعم. فهناك أطعمة تمتنع الحيوانات من أكلها لضررها ولكن الإنسان مع رقيه العقلي يتناولها فيفسد النظام الوظيفي لجسمه فتخلق عنده أمراض كثيرة تؤدي إلى قتله أو الإضرار به! (إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلاً).
زنا المحارم من السلوكيات التي يرفضها عالم الحيوان خاصة عند أقرب الكائنات تشابها مع الإنسان وهم القردة العليا وبالأخص الشمبانزي "فأنثى الشمبانزي عندما تبلغ تهجر عائلتها لتذهب وتتزوج من عائلة أخرى"
وتقول الدكتورة جين كودال "لم يُستدل أو يُلاحظ أي علاقة مستمرة بين الأمهات وأبناءها أو بين الأشقاء من الأم كما لم يتم رصد أي محاولة لذكر للإنغماس بعلاقة مستمرة مع أخته أو أمه"
ويقول علماء الحيوان "الإناث الصغيرات في العمر يترددون أحيانا في الاستجابة إلى تودد الذكور الأكبر منهم في العمر بكثير. ويرى بعض العلماء أن هذه آلية لتقليل نسبة حدوث زنا المحارم"
"وفي محمية كومبي هناك انتقالات دائمة للإناث فهن أما مهاجرات أو زائرات يقمن بانتقالات مؤقته ... ولقد لاحظت غوادال أن الشمبانزيات التي تعيش طليقة في الطبيعة تعتبر زنا المحارم من المحظورات، حيث أن الأمهات لا يسمحن لأولادهن أن يتزاوجوا معهم، والأخوات لا يتزاوجن مع أخوانهم، والإناث لا يتزاوجن مع الذكور الأكبر منهن في السن في المجموعة العائلية. مع أن هذه الشمبانزيات ليست مرتبطة بايولوجياً إلا أنهم نشأوا في نفس المجموعة العائلية ولا يبدون أي تصرف جنسي تجاه بعضهم البعض" المصدر د. جين كودال ، شمبانزيات غومبي – أنماط السلوك ص 86
 فالخرائط الجينية عند المجتمع الحيواني (القرود) تحوي جينة تتسبب تجنب العلاقة المحرمة "زنا المحارم" بين أفراد العائلة الواحدة حيث أن الجينة التي تستمر وتكون نتاج زنا المحارم سوف تكون فتاكة في النهاية وتقتل حاملها وهذا يفسر هجران إناث الشمبانزي والغوريلا عائلاتها لتتزوج من عائلات أخرى غريبة.
يقول دكونز : "الجينة الفتاكة هي جينة تقتل حاملها، أما الجينة الفتاكة الكامنة ... والواقع أن الجينات الفتاكة الكامنة تنجح في الجمعية الجينية لأنّ الأفراد الذي يحملون هذه الجينات يمتلكون بمعظمهم نسخة واخدة منها فقط" دوكنز، الجينة الأنانية ص 174
ولا أريد التحدث عن طيور السّمان وبقية الكائنات في عالمها الذي يرفض زواج المحارم فيما بينها. إلا أننا اليوم نرجع إلى مجتمعات ما قبل آدم والتي يصنفها علماء الآثار والأنثروبولوجيا ب 4.4 مليون سنة "الهومينات" (المنتصب ، العامل ، العاقل ، العاقل المتعقل ...) كلهم وصولاً إلى سيدنا آدم وذريته ليسوا أقل شئناً من الحيوانات من جهة الجينوم الفطري الذي يمنعهم من زواج الأقارب بل هم كائنات عاقلة مُفضلة على بقية الكائنات البهيمية الأخرى !
لذلك تأتي أطروحة في النصوص الدينية تنسب زواج المحارم إلى أبناء آدم وهذا مخالف للعلم تماماً ولفطرة والجينوم البشري الذي قامت عليه كل الشرائع السماوية التي حرّمت هذا الفعل واعتبرته جُرماً كبيراً.
لذلك يُشخص الإمام جعفر الصادق عليه السلام ذات الإشكال عند مقارنة الجينوم عند البهائم التي تمنعها من زواج المحارم وبين قصة زواج المحارم بين أبناء آدم .
عَنْ زُرَارَةَ قَالَ‏ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كَيْفَ بَدْءُ النَّسْلِ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ ع فَإِنَّ عِنْدَنَا أناس [أُنَاساً] يَقُولُونَ- إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى آدَمَ ع أَنْ يُزَوِّجَ بَنَاتِهِ مِنْ بَنِيهِ وَ إِنَّ هَذَا الْخَلْقَ كُلَّهُ أَصْلُهُ مِنَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً يَقُولُ مَنْ يَقُولُ هَذَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَصْلَ صَفْوَةِ خَلْقِهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ مِنْ حَرَامٍ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُهُمْ مِنَ الْحَلَالِ وَ قَدْ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى الْحَلَالِ وَ الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ وَ اللَّهِ لَقَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ بَعْضَ الْبَهَائِمِ تَنَكَّرَتْ‏ لَهُ‏ أُخْتُهُ فَلَمَّا نَزَا عَلَيْهَا وَ نَزَلَ كُشِفَ لَهُ عَنْهَا وَ عَلِمَ أَنَّهَا أُخْتُهُ أَخْرَجَ غُرْمُولَهُ ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِ ثُمَّ قَلَعَهُ ثُمَّ خَرَّ مَيِّتاً ... (علل الشرائع، الصدوق، 17)
والآن لسنا بصدد حل هذه المشكلة كيف نسل الخلق بعد آدم، إلا أن الضوء المراد تسليطه في هذا البحث هو استحالة زواج المحارم جينيا (بيولوجياً) عند البهائم فكيف بالبشرية ومن ضمنهم أبناء آدم والذي من المفترض أن يكون نبياً يحمل شريعة تمثل سنة واحدة تجري على جميع شرائع الأنبياء والمرسلين، خاصة أن الأثر لزواج المحارم لا يقتصر على المستوى النفسي بل على المستوى الجيني الفتّاك لذلك حُرّم على البشرية في كل الديانات السماوية!

الجمعة، 16 يونيو 2017

البوصلة المغناطيسية (الجغرافية) وعلم الطيران



 البوصلة المغناطيسية (الجغرافية) وعلم الطيران
كتبت في مقال سابق حول كون الجغرافيا أم العلوم بشكل نسبي وليس بشكل مطلق فمع تغير الاعتبارات قد يصبح كل علم مهم تتمركز حوله بقية العلوم لما يخدمها في جوانب متعددة.
علم الطيران يستعين هو الآخر بالعلوم الأخرى وأهمها الجغرافيا التي تنشئ الخرائط الذكية عالمياً وتجعل من الطيران عند ركوب قمرة الطائرة مجرد أداة تشغيل فالطائرة مسبقا تعرف اتجاهها فتحلق وتهبط إلكترونياً.
إضافة إلى أن الطائرات تستعين بنظام اتصالات الملاحة GPS المتصل بالأقمار الصناعية وبالخرائط الذكية ليحدد اتجاه الطائرات.
معظمنا ركب الطائرة وشاهد المدرج الذي تسير عليه هذه الطائرات ولاحظ بعينه أرقاماً (رقمين) مكتوبة على عند بداية المدرج ونهايته أي عند الاقلاع والهبوط.
في البداية نتذكر أن معظمنا في المدارس أو الجامعات استخدمنا البوصلة المغناطيسية ذات الاتجاهات الرئيسية الأربعة (الشمال 360 درجة) ، (الجنوب 180 درجة) ، (الشرق 90 درجة) ، (الغرب 270 درجة) وكذلك نعرف أن هناك اتجاهات فرعية وثانوية تتفرع من الاتجاهات الرئيسية الأربعة ولها درجاتها أيضا كما في الشكل التالي :

((خلال الأيام الأولى للطيران، لم تكن هناك مدارج معبدة لإقلاع وهبوط الطائرات كما اليوم، إنما كانت المدارج مجرد حقول زراعية وأراضي عشبية. ولأن اتجاه الرياح مهم للغاية في إقلاع وهبوط الطائرات، كانت الملاحة الجوية تعتمد على طرق بدائية في تحديد اتجاه الريح.

ومن أجل تحديد مدارج الهبوط والإقلاع، كان الطيارون يعتمدون على علامات مميزة تُعرف باسم "Airmarks" على قمم التلال والمباني. لكن، ومع زيادة حركة النقل الجوي والتطور فيها، تحولت المدارج البدائية في الحقول إلى مطارات معبدة دائمة. وأصبح هناك حاجة ملحة لوجود نظام لتفريق المدارج عن بعضها. فأصبحت أداة الملاحة الأساسية في الطائرات هي البوصلة المغناطيسية، وأصبح لكل مطار تسمية واضحة بناءً على الاتجاه المغناطيسي.)) مدونة عشاق الطيران
يخضع ترقيم المدرجات لاتجاهات البوصلة المغناطيسية من 1-10 بناء على اتجاه المجال المغناطيسي.
لدينا كما نعرف اتجاه الشمال 360 درجة ولدينا في البوصلة أيضا اتجاه الجنوب 180 درجة، يتم اقتطاع أول رقم وهو الصفر من (360 و 180) ليتحولا إلى (36 و 18).
فالمدرجات التي تحصل على أرقام 1 – 36 ترمز إلى الاتجاه ناحية الشمال ، أما المدرجات في الجهة الجنوبية فتحصل على رقم 18 لأنها ترمز إلى اتجاه الجنوب في البوصلة بعد اقتطاع الصفر منها.
أما المدرجات التي شرقا وغرباً فإنها تخضع لذات القواعد والارتباط بالبوصلة المغناطيسية، فجهة الشرق بالبوصلة يحمل رقم 90 درجة، أما جهت الغرب فتحمل الرقم 270 درجة.
وبانقاص الصفر من 90 و 270 ترقم المدرجات التي تتجه إلى الشرق بالرقم (09) أما المدرجات التي تتجه جهت الغرب بالرقم (27).
تضيف بعض المطارات على مدرجاتها أحرفاً مثل R أو L أو C هذه الأحرف تضاف إلى أرقام المدرجات إذا كانت هنالك مدرجات متوازية في نفس المطار حيث الحرف R  يشير إلى اليمين Right والحرف L يشير إلى جهة اليسار Left أما الحرف C فيشير إلى الوسط Center.
ولكن ما يجب ملاحظته أن أرقام الهبوط التي توضع في المدراج قد تتبدل بين فترة وأخرى والسبب في ذلك هو الاختلافات التي تطرأ على البوصلة المغناطيسية على اعتبار أن اتجاه القطب الشمالي يتغير باستمرار بشكل دائري (وكأنك تقوم بتدوير البوصلة) كما حصل آخر 150 عاما حيث تغير اتجاه القطب الشمال 685 ميلاً لذلك فإن اتجاه القطب الشمالي يتغير بواقع 50 ميلا في اليوم الواحد.
وهذا مقطع فيديو يوضح ارتباط المدرجات بالبوصلة وعلم الجغرافيا بشكل عام.