الأحد، 20 مايو 2018

هل الحيوانات تحلُمْ أثناء نومها


هل الحيوانات تحلُمْ أثناء نومها

المقدمة
لا توجد إجابة مُحكَمة للسؤال الذي شغل بال الكثير من الناس والعلماء في منتصف القرن العشرين " هل الحيوانات والطيور والأسماك تشاهد الأحلام كما يشاهدها البشر أثناء نومهم"؟
ما يُميّز الإنسان عن الحيوانات العقل وآلة النُطقْ، فما يشعر به الإنسان يستطيع أن يُترجمه من خلال مخارج الحروف والأصوات والكلمات التي تُعبّر عن مشاعره وأفكاره وما يضمره في باطنه.
تحاول الدراسات الإجابة على هذا السؤال بسبب ملاحظة سلوكيات للحيوانات أثناء نومها تتماثل مع سلوكيات الإنسان. فالعين ترمش والرأس يهتّز، والجسد يتحرك ويسقط أحياناً، وتارة أخرى تُحّرك بعض الحيوانات أرجلها مثل الكلاب أثناء النوم وكأنها في عملية مطاردة.
هذه السلوكيات الشبيهة بسلوكيات الإنسان أثناء نومه هي من دفعت العلماء للبحث عن إجابة السؤال الذي استهللنا به البحث، خاصة أن معظم هذه الحيوانات هي حيوانات مستأنسة وتعيش في البيوت مع البشر لذلك يسهل ملاحظتها وما تقوم به أثناء نومها!
الدراسات العصبية بدأت في تشخيص اضطرابات الإنسان لأسباب نفسية كقلة النوم والأرق وبعض التشنجات التي تحدث للنائم... يدخل الإنسان في مرحلة تسمى REM حيث تتميز بسرعة حركة العين، وتكون فيها خلايا الدماغ نشطة ويحتّل REM 20 – 25% من فترة نوم الإنسان بما يوازي 90 – 120 دقيقة.
ويقول علماء الأعصاب أن النشاط الذي يحدث لدماغ الإنسان أثناء يقظته متماثلة مع النشاط في نفس المنطقة أثناء نوم الإنسان. يمرّ النائم أثناء مرحلة REM بما يسمى "بالونى" حيث تحدث استرخاء في الجسد وبعض الحركات اللا ارادية فتزيد معدلات نبض القلب ويصبح فيها التنفس أكثر صعوبة.
وهناك تخطيط يجريه علماء الأعصاب للنائم يسمى البوليسومنوجرام PSG: Polysomnogram
لنوم حركة العين السريعة يظهر فيه تخطيط أمواج الدماغ مؤشرةً بإطار أحمر وحركة العين مؤشرةً بخط أحمر 


الدراسات على الجرذان
ووجدت إحدى الدراسات أن الجرذان ترسم مسارات ملاحية للحصول على الطعام أثناء نوم حركة العين السريعة (REM).
في سنة 2001 أجريت تجربة على الفئران في جامعة    Massachusetts Institute of Technology أن الفئران في نومها تعيد مشاهدة نشاطاتها اليومية حيث أن هذا البحث يمهد لفهم طبيعة الأحلام لدى الحيوانات وقام المشرف على البحث :مايثو ويلسون بقياس النشاطات في مركز الذكريات في الدماغ   hippocampus's أثناء النوم واليقظة ووجد أن الفئران أثناء نومها تعيد تشكيل ذكريات اختبرتها أثناء اليقظة.
          قام العالم ويلسون ودايون[1] جي من نفس الجامعة بقياس النشاطات الدماغية في مركز الذكريات في الدماغ وفي القشرة البصرية لفأر أثناء ركضه في متاهة مصممة وموضوعة على الأرض والجدران. تمت ملاحظة أنماط من النشاط العصبي أثناء النوم مطابقة تماما لما تم قياسه أثناء اليقظة مما يدل أن الفئران حلمت بالركض في المتاهة. فضلا عن اكتشاف العلماء أن نشاط الخلايا العصبية لدى في الفئران في اليقظة نشطت مرة أخرى أثناء النوم.
وقد وجد المختص في علم الأعصاب <سبيرز> وزملاؤه أنه عندما تظهر للجرذان المختبرية طعاما قبل النوم ثم تذهب إلى النوم ، ويبدو أن بعض الخلايا في أدمغتها ترسم كيفية الوصول إلى الغذاء ، وفقا لدراسة نُشرت في يونيو في مجلة  eLife.
          وفي أثناء النوم تحاول الفئران مواصلة الطريق الذي سيؤدي بها إلى الطعام عن طريق الأحلام.





[1] وفي دراسة أخرى للنوم مفتوحة العين نشرت عام 2001 في مجلة نيورون ، قارن العلماء أنماط دماغ الفئران التي تمر عبر متاهة مع أنماط دماغها أثناء نوم الريم بعد ذلك. (اكتشف كيف يحصل النحل على Zzzs).

وجد العلماء ، مايكل ويلسون وكينواي لوي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، أن أنماط الدماغ متشابهة إلى حد كبير لدرجة أنها يمكن أن تفهم ما هو جزء من المتاهة التي "تحلم" بها الجرذان.

وتتفق الدراسة مع فكرة أن المساحات المادية ، مثل المتاهة ، "ترمز إلى ذاكرة طويلة المدى أثناء نوم الريم" ، كما تقول مكنمارا.




الدراسات على القطط
ويشير ماكنامارا إلى أنه في عام 1959 ، قام عالم الأعصاب الفرنسي ميشيل جوفيت وفريقه بتغيير أدمغة القطط لتعطيل الآلية التي تمنع الحركة أثناء نوم REM.
رفعت القطط  أثناء النوم رؤوسهم ، مما يشير إلى أنهم كانوا يشاهدون الأشياء غير المرئية ؛ حيث تتقوس ظهورهم. وبدأت تلاحق الفريسة كما يحصل  في معاركها في الحقيقية.
كل هذه السلوكيات تشير إلى أن القطط كانت تشاهد صوراً أثناء حركة العين السريعة ، كما يقول مكنامارا ، "على الرغم من أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين إن كانوا يحلمون كما نفعل"  
صورة لفئران نائمة وتبدوا أعينها مستيقظة

الدراسات على الحبّار
يتعّرض الحبار بحالة شبيهة بالنوم مصحوبة بتغيرات في اللون والوخز وحركات عين سريعة مشابهة لنوم الريم ، وفقًا لدراسة أجريت عام 2012 في مجلة PLoS ONE.

الدراسات على الطيور

درس العالم فرانك في جامعة واشنطن نوم الحيوانات فيقول ""إن أقرب ما يمكن أن        نقوله هو أن الحيوانات تُظهر بعض حالات النوم نفسها التي يفعلها البشر".
في إحدى الدراسات ، راقب العلماء نشاط دماغ الطيور الغناء. ثم عندما كانت الطيور نائمة ، نظر العلماء إلى نشاط الدماغ مرة أخرى.
اتضح أن نشاط الدماغ كان عمليا نفسه. إنه يجعل الناس يتساءلون عما إذا كانت الطيور تحلم بالغناء أو يمكنها سماع نغمتهم الخاصة أثناء نومهم. لكننا لا نعرف على وجه اليقين.
قال فرانك إن هناك أيضًا أدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات تفيد بأنك إذا أوقفت أجزاءً من الدماغ تمنع الحيوانات النائمة من الحركة ، فسوف تتصرف بطريقة تجعلها تبدو وكأنها تعمل بحلم.
سواء كانوا يرون صورة في أذهانهم تتوافق مع سلوكهم ، فلا نزال لا نعرف. بالنسبة إلى السؤال الثاني ، إذا كنت تفكر في كل الأحلام المختلفة التي مررت بها في حياتك الخاصة ، فقد يساعدك ذلك على فهم ما قد تحلم به الحيوانات الأخرى ، أي إذا حلموا على الإطلاق.



الدراسات على الكلاب
أجرى العالم "ستانلي كورن" البروفيسور في علم النفس بجامعة "بريتش كولمبيا" وصاحب كتاب ذكاء الكلاب. ويثبت فيه أن الكلاب تمر بنفس مراحل النوم الذي يختبرها الإنسان فقط ولكن بطريقة أسرع، أي بعد حوالي 20 دقيقة من نوم الكلاب تدخل في مرحلة REM وتم ملاحظة الكلاب بأنهم ينتفضون ويركلون ويتنفسون بطريقة غير مستقرة أثناء نومهم.

مقطع لفيديو لكلب نائم ويتظهر حركاته وكأنه يشاهد حلم
https://www.youtube.com/watch?v=hYhnXOJdWu4&feature=player_embedded
https://www.youtube.com/watch?v=Y9KZ__vPvf0
https://www.youtube.com/watch?v=5kvbRoAdl_s
المصادر :