الجمعة، 10 أغسطس 2018

تغير المُناخ والفيروسات القاتلة



 تغير المُناخ والفيروسات القاتلة
          مرّ علينا كجغرافيين أو كأشخاص باحثين وقُرّاء أهمية موضوع التغير المناخي Climate Change ، التغير المُناخي الذي نتج عن العوامل الطبيعية والأخرى بشرية أدى إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض بمعدلات تفوق عشرات الآلاف من السنين في المئة سنة الماضية فقط، وهذا يعني دور العُنصر البشري في التأثير على معدلات المناخ الطبيعية.
          قرأنا وشاهدنا العديد من الجزر في هولندا وبعضها في أمريكا قد اندثرت ولم يبق منها إلا المنارة بسبب ارتفاع الماء وذوبان الجليد في القطبين ، هذا كل ما نعرفه، فيضانات وارتفاع منسوب المياه بسبب ذوبان الجليد وبالتالي سيترتب عليه تدمير المدن والبنية التحتية وهلاك الآلاف من البشر. وقد يُضاف لها بعض الأمراض التي تصيب الإنسان كأمراض سرطان الجلد أو هشاشة العظام.... نتيجة لانفراج فتحت الأوزون التي تسمح بمرور الأشعة الضارة .
          لكن ما قد يُستجد هو انتشار الفيروسات والبكتيريا القاتلة، فلكنا يعرف أن الجليد هي البيئة المناسبة لحفظ الأنسجة والبكتيريا والجراثيم والحيوانات المنوية صالحة لسنوات طوال. وعلى النقيض من ذلك، فإن درجات الحرارة المرتفعة تُستخدم عادة لقتل الجراثيم والبكتيريا والماء المالح بتسخينه يصل إلى درجة الغليان 100 درجة سليليزية فيصبح صالحا ونظيفا للشرب والاستعمالات الأخرى.
          الجليد في عصر البلاستيسون قرابة 30 ألف سنة وقبله في 8 مليون سنة حمل في طبقاته البكتيريا واحتفظ فيها بتربته المتجمدة طيلة تلك السنين ، مع ذوبان الجليد "السرمدي" Melting Permafrost Soils بسبب التغيرات الحرارية فإن ذلك سوف يسمح لهذه الفيروسات والبكتيريا والجراثيم Viruses , Bacterium and Bacteria المحاصرة في الثلج بالانطلاق لتسبب القتل للكائنات البرية المختلفة.
Climate change is releasing deadly viruses trapped in the Ice.
لماذا يعتبر الجليد بيئة جيدة للجراثيم والبكتيريا والبقاء فيها ؟
الجواب المناسب ، هو عدم وجود الأكسجين والضوء الكافي الذي يؤدي إلى الحفاظ عليها ملايين السنين . Because it is cold, there is no Oxygen and it is dark.
وقد كشفت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن ، وجود طفل في عمر 12 من عمره قد توفي بعد إصابته بمرض الجمرة الخبيثة Anthrax في عام 2016 .
          كذلك تم العثور على حيوان الرنة  Reindeer بمصاب بنفس مرض الصبي "الجمرة الخبيثة" يرجع إلى 75 سنة .

لقد بقيت الجثة المجمدة حتى قدوم الموجات الحارة في صيف عام 2016 حيث أذابت الجليد السرمدي "الصقيعي" Permafrost  وهذا كشف عن جثة الرنة مما جعلها معدية بمرض الجمرة الخبيثة مما جعل المرض يتنشر في المياه والأغذية القريبة فأصيب أكثر من 2000 حيوان رنة في المراعي فأصبح هناك خوف بأن هذه الحالات لن تكون معزولة في محيطها.
  وفي كل صيف يذوب سطح الجليد بمعق 50 سم والآن مع تغير المناخ السريع تذوب الطبقات بشكل تدريجي الأقدم للجليد السرمدي(القديم) هذا يجعل التربة بيئة خصبة للبكتيريا ، وفي عام 1918 في اسبانيا عثر العلماء على قطعة من الرنة مصابة بفيروس الأنفلونزا.
وفي ألاسكا دفنت الجثث في مقابر جماعية بين حشائش التندرا، وفي سيبيريا أيضا انتشر الجدري والطاعون الدبلي Smallpox and the bubonic plague ونتيجة لذوبان الجليد الصقيعي (السرمدي) فقد العدوى القاتلة  قد عادت في القرن 18 و 19 ميلاديا بسبب ذوبان الجليد وانطلاق تلك البكتيريا القاتلة، خصوصا بالقرب من السنتيمترات المدفونة بالمصابين من حيوانات الرنات . على سبيل المثال في عام 1980 كان هناك وباء رئيسي في سيبيريا وهو الجدري Smallpox ، قرية واحدة فقط خسرت أكثر من 40% من سكانها بسبب هذا الوباء.
وفي سنة 2005 نشّط علماء ناسا بكتيريا في ثلج ألاسكا تعود إلى 32 ألف سنة. بعد سنتان 2007 نشّط العلماء جراثيم تعود إلى 8 مليون سنة والتي كانت راقدة في جليد القطب الجنوبي المتجمد والتي قد تسبب ما يسمى بمرض صندوق البنادورا Pandora's Box of diseases وهو تشبيه للأساطير التي تظهر أشخاصا يفتحون صندوقا تخرج منه بكتيريا تنتشر على جلد الإنسان.
جميع هذه الدراسات تنصّب في مسار واحد وهو خطر انتشار الفيروسات والبكتيريا القاتلة المختبئة في طبقات التربة الجليدية طيلة تلك السنين والتي على إثرها قد تظهر الكثير من الأمراض العصرية الجديدة.