السبت، 15 ديسمبر 2018

كيف نسمع أصوات الكواكب ؟ رحلة قصيرة في فيزياء الصوت


كيف نسمع أصوات الكواكب ؟
رحلة قصيرة في فيزياء الصوت
لنتخيّل أننا في الفضاء وصرخ أحدنا بصوت عالٍ وقام آخرون بتشغيل موسيقى صاخبة في الفضاء ما الذي سيحدث ؟
في الحقيقة أننا لن نسمع شيئا من صراخنا ومن الموسيقى الصاخبة لماذا ؟
الإجابة أن الفضاء فارغ من أي وسط مادي ينقل الهواء من الأجسام التي تُصدر الأصوات إلى آذاننا على عكس أرضنا المُكسوة بالغلاف الجوي الذي يتضمن غازات وغبار وهواء يمثل الوسط المادي الذي ينقل الأصوات في الحيّز المكاني.
للأصوات من حولنا علاقة بين أذن الإنسان وبين الأجسام التي تُصدر تلك الأصوات، تربط هذه العلاقة وسط مادي يقوم بنقل تلك الأصوات إلى آذننا عبر  اهتزازات جزيئاته في الهواء ، وهذه الأصوات غير المرئية تُسمى "الموجات الصوتية" لها ترددات مختلفة.
إذن، فالأصوات لا يمكن أن تنتقل في مجالات فارغة، أي أنها لا تستطيع أن تنتقل إلا في مجالات لا تحوي الهواء الذي يقوم بنقلها من وإلى آذننا وإلى أجهزة التسجيل.
"عندما تمر الموجة الصوتية عبر الهواء ، يتذبذب ضغط الهواء في أي بقعة مائلة إلى الأعلى والأسفل ؛ يُسمى الوقت بين هذين التذبذبين تردد الصوت ، ويتم قياسه بوحدات تسمى هرتز. واحد هيرتز هو واحد التذبذب في الثانية الواحدة. تُسمى المسافة بين "قمم" الضغط المرتفع الطول الموجي للصوت." [1]  في 20 هيرتز لا نستطيع أن نسمع الأصوات.
من المفيد فهم فيزياء الصوت. ينتقل الصوت عبر الهواء كموجات. عندما نتحدث ، على سبيل المثال ، فإن اهتزاز الحبال الصوتية لدينا يضغط الهواء من حوله. يحرك الهواء المضغوط الهواء المحيط به ، والذي يحمل الموجات الصوتية. في نهاية المطاف ، تصل هذه الضغوطات إلى آذان مستمع ، يفسر دماغه ذلك النشاط كصوت. إذا كانت الارتفاعات عالية التردد وتتحرك بسرعة ، فإن الإشارة التي تستقبلها الأذنين يفسرها الدماغ على أنها صافرة أو صرخة. إذا كان التردد أقل ويتحرك بشكل أبطأ ، فإن الدماغ يفسرها على أنها طبلة أو طفرة أو صوت منخفض.[2]
بمعنى آخر، أن الطريقة التي يسمع بها الناس والحيوانات الصوت هي أن الموجات الصوتية تنتقل عبر الهواء وتصل في نهاية المطاف إلى الأذن. في الداخل ، ترتد ضد طبلة الأذن ، والتي تبدأ في الاهتزاز. تمر تلك الاهتزازات من خلال عظام صغيرة في الأذن وتسبب اهتزاز الشعر الصغير. يعمل الشعر مثل الهوائيات الصغيرة وتحويل الاهتزازات إلى إشارات كهربائية تتسرب إلى الدماغ عبر الأعصاب. ثم يفسر الدماغ ذلك الصوت والصوت والصورة.[3]
في السنوات الأخيرة بل قبل أيامٍ قليلة قامت وكالة ناسا الفضائية بنقل أحدث تسجيل لمركبة "إنسايت" التي هبطت على المريخ حيث سجّلت أصواتاً للمريخ والتسجيلات لأصوات كواكب المجموعة الشمسية أو الشمس نفسها متوفرة في صفحات الانترنت، وخاصة في موقع وكالة ناسا الفضائية!
فالسؤال الذي قد يتبادر في أذهاننا، كيف تنتقل هذه الأصوات التي ترصدها وكالة ناسا الفضائية إلى أجهزة التسجيل ومن ثم إلى آذاننا ولا يوجد في الفضاء مجال هوائي ينقل تلك الأصوات التي تصدر من الكواكب أو الثقوب السوداء، فالمعروف أن الفضاء فراغ!
فهل صحيح أن الفضاء فارغ بمعناه الذي نتصوره في عقولنا!! بمعنى هل الفضاء فارغ من أي شيء تماماً؟ هل هو عدم؟
إن علماء الفيزياء  مثل "ستيفن هوكينج" وبالتحديد عُلماء الفيزياء الفلكية أمثال "نيل تايسون" وغيرهم يقولون أن الكون ليس فارغاً كما يلوح في أفق التصور المطروح.
في الكون الفارغ هناك غازات وغبار منتشر في طيّاته والتي خلفّتها النجوم القديمة بسبب وصولها إلى مرحلة الاحتضار ثم الموت ثم الانفجار. وبعض غبار النجوم المنتشر في الجو يرجع إلى مئات الملايين من السنين، أي ما يصلنا اليوم هو أثرٌ من الماضي السحيق وبالتحديد عند مرحلة الانفجار العظيم.
إن هذا الغبار الغازات قادرة على نقل الأصوات إلينا عندما تتصادم جُزئياتها من جزئيات الموجات الصوتية الصادرة من تلك الكواكب القابعة في أحضان الفضاء. ولأن الجُسميات (الغبار / الغازات) الهائمة في الفضاء منتشرة في نطاقات واسعة فإن الموجات الصوتية التي تُنتجها تكون منخفضة جداً بحيث لا نستطيع سماعها.
في عام 2003 "رصد تلسكوب شاندرا الفضائي  بالأشعة السينية التابع لناسا NASA’s Chandra X-ray space telescope نمطا في الغاز الذي يملأ مجموعة الفرساوس perseus cluster : حلقات متحدة من الضوء والظلام ، مثل التموجات في البركة. يقول علماء الفيزياء الفلكية إن هذه التموجات هي آثار موجات صوت منخفضة التردد بشكل لا يصدق. الحلقات الأكثر إشراقًا هي قمم الأمواج ، حيث يوجد أكبر ضغط على الغاز. الحلقات الداكنة هي الحضيض من الموجات الصوتية ، حيث يكون الضغط أقل." [4]



هل تُصدر الكواكب أصواتاً ؟
أثناء كتابتي هذا المقال، زرعت بعض المغالطات لكي أُصححّها لكم من خلال أدوات العلم والدراسات العلمية، يشير عُلماء الفيزياء الفلكية أو فيزياء الموجات الصوتية أن الكواكب لا ينبعث منها أي صوت!
إذن ما الذي نسمعه ؟ إن ما يتم تسجيله من خلال المركبات الفضائية وأجهزة التسجيل أو الطائرات من دون طيّار هي عبارة عن تفاعلات الجسيمات المشحونة في الغلاف المغناطيسي للكواكب - موجات الراديو المحصورة وغيرها من الاضطرابات الكهرومغناطيسية. يأخذ الفلكيون هذه القياسات وتحويلها إلى أصوات. وهي تشبه الطريقة التي يلتقط بها الراديو الموجات الراديوية (وهي موجات ضوئية ذات طول موجي) من المحطات الراديوية ويحول هذه الإشارات إلى صوت.
إذن فنحن لا نسمع أصواتاً بالطريقة التي نستمع لها في كوكبنا الأرض، وليست الكواكب هي التي تُصدر تلك الأصوات، فما يقوم به العُلماء هو استخلاص جميع تلك الانبعاثات من الغلاف المغناطيسي للكواكب كالتي سجلتها المركبات الفضائية Voyager, New Horizons, Cassini, Galileo من خلال المجسّات التي تقوم بتجميعها ونقلها إلى الأرض ومعالجتها (معالجة البيانات) حتى نتمكن من سماعها.
بدأ إنشاء "صوت كوكبي" عندما اكتسحت المركبة الفضائية "فوياجر 2" كوكب المشتري وزحل وأورانوس في الفترة من 1979 إلى 1989 ، واكتشف المسبار بعض الاضطرابات الكهرومغناطيسية وتدفقات الجسيمات المشحونة ، وليس الصوت الفعلي. الجسيمات المشحونة (إما تنطلق من الكواكب من الشمس أو التي تنتجها الكواكب نفسها) تسافر في الفضاء ، وعادة ما يتم إخفاؤها في الغلاف المغناطيسي للكوكب. أيضا ، فإن موجات الراديو (مرة أخرى إما تنعكس على الموجات أو التي تنتجها العمليات على الكواكب نفسها) تتعثر بسبب القوة الهائلة في المجال المغناطيسي لكوكب الأرض. تم قياس الموجات الكهرومغناطيسية والجسيمات المشحونة بواسطة المسبار ، ثم تم إرسال البيانات من تلك القياسات مرة أخرى إلى الأرض للتحليل.
يصور هذا الفنان الذي يصور مركبة الفضاء "فوياجر 2" أثناء دراستها للحدود الخارجية من الغلاف الشمسي - وهي فقاعة مغناطيسية حول النظام الشمسي تنشأ من الرياح الشمسية. 
كما قام علماء الفلك بتحويل البيانات من المركبة الفضائية التي تعبر "حدود" النظام الشمسي يطلق عليها اسم "heliopause" وحولتها إلى صوت كذلك. ولا يرتبط هذا الكوكب بأي كوكب آخر، ولكنه يُظهر أن الإشارات يمكن أن تأتي من أماكن كثيرة في الفضاء. فتم تحويلها إلى أصوات يمكن أن نسمعها.
والسؤال الذي ينسحب حول هذه النقطة بالتحديد لماذا نسمع أصواتاً مختلفة للانبعاثات التي تُرسلها الأغلفة المغناطيسية للكواكب ؟
الإجابة يمكن تشبيهها بأوتار البيانو؛ فلكل وترٍ تردد معين وبالتالي سيتميز بنغمة تختلف عن الوتر الآخر. الكواكب كذلك ؛ فإن كل كوكب لديه أغنية فريدة خاصة به،ذلك لأن كل واحد من تلك الكواكب له ترددات مختلفة تنبعث (بسبب كميات مختلفة من الجسيمات المشحونة التي تطير حول وبسبب اختلاف شدة المجال المغناطيسي في نظامنا الشمسي). سيكون لكل كوكب صوتٌ مختلفٌ ، وكذلك المساحة المحيطة به.
ينتج عن دوران الثقوب السوداء Black Hole مجالاً كهرومغناطيسياً قوي جداً تُجبر هذه القوة إلى طرد الغازات بعيداً عنها مولدة بذلك موجات صوتية. وبما أن المجالات في الفضاء لا تسمح بنقل الصوت لنا بالقدر الكافي فيستخدم العلماء طائرات من دون طيّار من نوع Perseus  دون توقف عند حافة سحابة الغاز التي تملأ مجموعتها من المجرات 



الجمعة، 10 أغسطس 2018

تغير المُناخ والفيروسات القاتلة



 تغير المُناخ والفيروسات القاتلة
          مرّ علينا كجغرافيين أو كأشخاص باحثين وقُرّاء أهمية موضوع التغير المناخي Climate Change ، التغير المُناخي الذي نتج عن العوامل الطبيعية والأخرى بشرية أدى إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض بمعدلات تفوق عشرات الآلاف من السنين في المئة سنة الماضية فقط، وهذا يعني دور العُنصر البشري في التأثير على معدلات المناخ الطبيعية.
          قرأنا وشاهدنا العديد من الجزر في هولندا وبعضها في أمريكا قد اندثرت ولم يبق منها إلا المنارة بسبب ارتفاع الماء وذوبان الجليد في القطبين ، هذا كل ما نعرفه، فيضانات وارتفاع منسوب المياه بسبب ذوبان الجليد وبالتالي سيترتب عليه تدمير المدن والبنية التحتية وهلاك الآلاف من البشر. وقد يُضاف لها بعض الأمراض التي تصيب الإنسان كأمراض سرطان الجلد أو هشاشة العظام.... نتيجة لانفراج فتحت الأوزون التي تسمح بمرور الأشعة الضارة .
          لكن ما قد يُستجد هو انتشار الفيروسات والبكتيريا القاتلة، فلكنا يعرف أن الجليد هي البيئة المناسبة لحفظ الأنسجة والبكتيريا والجراثيم والحيوانات المنوية صالحة لسنوات طوال. وعلى النقيض من ذلك، فإن درجات الحرارة المرتفعة تُستخدم عادة لقتل الجراثيم والبكتيريا والماء المالح بتسخينه يصل إلى درجة الغليان 100 درجة سليليزية فيصبح صالحا ونظيفا للشرب والاستعمالات الأخرى.
          الجليد في عصر البلاستيسون قرابة 30 ألف سنة وقبله في 8 مليون سنة حمل في طبقاته البكتيريا واحتفظ فيها بتربته المتجمدة طيلة تلك السنين ، مع ذوبان الجليد "السرمدي" Melting Permafrost Soils بسبب التغيرات الحرارية فإن ذلك سوف يسمح لهذه الفيروسات والبكتيريا والجراثيم Viruses , Bacterium and Bacteria المحاصرة في الثلج بالانطلاق لتسبب القتل للكائنات البرية المختلفة.
Climate change is releasing deadly viruses trapped in the Ice.
لماذا يعتبر الجليد بيئة جيدة للجراثيم والبكتيريا والبقاء فيها ؟
الجواب المناسب ، هو عدم وجود الأكسجين والضوء الكافي الذي يؤدي إلى الحفاظ عليها ملايين السنين . Because it is cold, there is no Oxygen and it is dark.
وقد كشفت العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن ، وجود طفل في عمر 12 من عمره قد توفي بعد إصابته بمرض الجمرة الخبيثة Anthrax في عام 2016 .
          كذلك تم العثور على حيوان الرنة  Reindeer بمصاب بنفس مرض الصبي "الجمرة الخبيثة" يرجع إلى 75 سنة .

لقد بقيت الجثة المجمدة حتى قدوم الموجات الحارة في صيف عام 2016 حيث أذابت الجليد السرمدي "الصقيعي" Permafrost  وهذا كشف عن جثة الرنة مما جعلها معدية بمرض الجمرة الخبيثة مما جعل المرض يتنشر في المياه والأغذية القريبة فأصيب أكثر من 2000 حيوان رنة في المراعي فأصبح هناك خوف بأن هذه الحالات لن تكون معزولة في محيطها.
  وفي كل صيف يذوب سطح الجليد بمعق 50 سم والآن مع تغير المناخ السريع تذوب الطبقات بشكل تدريجي الأقدم للجليد السرمدي(القديم) هذا يجعل التربة بيئة خصبة للبكتيريا ، وفي عام 1918 في اسبانيا عثر العلماء على قطعة من الرنة مصابة بفيروس الأنفلونزا.
وفي ألاسكا دفنت الجثث في مقابر جماعية بين حشائش التندرا، وفي سيبيريا أيضا انتشر الجدري والطاعون الدبلي Smallpox and the bubonic plague ونتيجة لذوبان الجليد الصقيعي (السرمدي) فقد العدوى القاتلة  قد عادت في القرن 18 و 19 ميلاديا بسبب ذوبان الجليد وانطلاق تلك البكتيريا القاتلة، خصوصا بالقرب من السنتيمترات المدفونة بالمصابين من حيوانات الرنات . على سبيل المثال في عام 1980 كان هناك وباء رئيسي في سيبيريا وهو الجدري Smallpox ، قرية واحدة فقط خسرت أكثر من 40% من سكانها بسبب هذا الوباء.
وفي سنة 2005 نشّط علماء ناسا بكتيريا في ثلج ألاسكا تعود إلى 32 ألف سنة. بعد سنتان 2007 نشّط العلماء جراثيم تعود إلى 8 مليون سنة والتي كانت راقدة في جليد القطب الجنوبي المتجمد والتي قد تسبب ما يسمى بمرض صندوق البنادورا Pandora's Box of diseases وهو تشبيه للأساطير التي تظهر أشخاصا يفتحون صندوقا تخرج منه بكتيريا تنتشر على جلد الإنسان.
جميع هذه الدراسات تنصّب في مسار واحد وهو خطر انتشار الفيروسات والبكتيريا القاتلة المختبئة في طبقات التربة الجليدية طيلة تلك السنين والتي على إثرها قد تظهر الكثير من الأمراض العصرية الجديدة.






الأحد، 20 مايو 2018

هل الحيوانات تحلُمْ أثناء نومها


هل الحيوانات تحلُمْ أثناء نومها

المقدمة
لا توجد إجابة مُحكَمة للسؤال الذي شغل بال الكثير من الناس والعلماء في منتصف القرن العشرين " هل الحيوانات والطيور والأسماك تشاهد الأحلام كما يشاهدها البشر أثناء نومهم"؟
ما يُميّز الإنسان عن الحيوانات العقل وآلة النُطقْ، فما يشعر به الإنسان يستطيع أن يُترجمه من خلال مخارج الحروف والأصوات والكلمات التي تُعبّر عن مشاعره وأفكاره وما يضمره في باطنه.
تحاول الدراسات الإجابة على هذا السؤال بسبب ملاحظة سلوكيات للحيوانات أثناء نومها تتماثل مع سلوكيات الإنسان. فالعين ترمش والرأس يهتّز، والجسد يتحرك ويسقط أحياناً، وتارة أخرى تُحّرك بعض الحيوانات أرجلها مثل الكلاب أثناء النوم وكأنها في عملية مطاردة.
هذه السلوكيات الشبيهة بسلوكيات الإنسان أثناء نومه هي من دفعت العلماء للبحث عن إجابة السؤال الذي استهللنا به البحث، خاصة أن معظم هذه الحيوانات هي حيوانات مستأنسة وتعيش في البيوت مع البشر لذلك يسهل ملاحظتها وما تقوم به أثناء نومها!
الدراسات العصبية بدأت في تشخيص اضطرابات الإنسان لأسباب نفسية كقلة النوم والأرق وبعض التشنجات التي تحدث للنائم... يدخل الإنسان في مرحلة تسمى REM حيث تتميز بسرعة حركة العين، وتكون فيها خلايا الدماغ نشطة ويحتّل REM 20 – 25% من فترة نوم الإنسان بما يوازي 90 – 120 دقيقة.
ويقول علماء الأعصاب أن النشاط الذي يحدث لدماغ الإنسان أثناء يقظته متماثلة مع النشاط في نفس المنطقة أثناء نوم الإنسان. يمرّ النائم أثناء مرحلة REM بما يسمى "بالونى" حيث تحدث استرخاء في الجسد وبعض الحركات اللا ارادية فتزيد معدلات نبض القلب ويصبح فيها التنفس أكثر صعوبة.
وهناك تخطيط يجريه علماء الأعصاب للنائم يسمى البوليسومنوجرام PSG: Polysomnogram
لنوم حركة العين السريعة يظهر فيه تخطيط أمواج الدماغ مؤشرةً بإطار أحمر وحركة العين مؤشرةً بخط أحمر 


الدراسات على الجرذان
ووجدت إحدى الدراسات أن الجرذان ترسم مسارات ملاحية للحصول على الطعام أثناء نوم حركة العين السريعة (REM).
في سنة 2001 أجريت تجربة على الفئران في جامعة    Massachusetts Institute of Technology أن الفئران في نومها تعيد مشاهدة نشاطاتها اليومية حيث أن هذا البحث يمهد لفهم طبيعة الأحلام لدى الحيوانات وقام المشرف على البحث :مايثو ويلسون بقياس النشاطات في مركز الذكريات في الدماغ   hippocampus's أثناء النوم واليقظة ووجد أن الفئران أثناء نومها تعيد تشكيل ذكريات اختبرتها أثناء اليقظة.
          قام العالم ويلسون ودايون[1] جي من نفس الجامعة بقياس النشاطات الدماغية في مركز الذكريات في الدماغ وفي القشرة البصرية لفأر أثناء ركضه في متاهة مصممة وموضوعة على الأرض والجدران. تمت ملاحظة أنماط من النشاط العصبي أثناء النوم مطابقة تماما لما تم قياسه أثناء اليقظة مما يدل أن الفئران حلمت بالركض في المتاهة. فضلا عن اكتشاف العلماء أن نشاط الخلايا العصبية لدى في الفئران في اليقظة نشطت مرة أخرى أثناء النوم.
وقد وجد المختص في علم الأعصاب <سبيرز> وزملاؤه أنه عندما تظهر للجرذان المختبرية طعاما قبل النوم ثم تذهب إلى النوم ، ويبدو أن بعض الخلايا في أدمغتها ترسم كيفية الوصول إلى الغذاء ، وفقا لدراسة نُشرت في يونيو في مجلة  eLife.
          وفي أثناء النوم تحاول الفئران مواصلة الطريق الذي سيؤدي بها إلى الطعام عن طريق الأحلام.





[1] وفي دراسة أخرى للنوم مفتوحة العين نشرت عام 2001 في مجلة نيورون ، قارن العلماء أنماط دماغ الفئران التي تمر عبر متاهة مع أنماط دماغها أثناء نوم الريم بعد ذلك. (اكتشف كيف يحصل النحل على Zzzs).

وجد العلماء ، مايكل ويلسون وكينواي لوي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، أن أنماط الدماغ متشابهة إلى حد كبير لدرجة أنها يمكن أن تفهم ما هو جزء من المتاهة التي "تحلم" بها الجرذان.

وتتفق الدراسة مع فكرة أن المساحات المادية ، مثل المتاهة ، "ترمز إلى ذاكرة طويلة المدى أثناء نوم الريم" ، كما تقول مكنمارا.




الدراسات على القطط
ويشير ماكنامارا إلى أنه في عام 1959 ، قام عالم الأعصاب الفرنسي ميشيل جوفيت وفريقه بتغيير أدمغة القطط لتعطيل الآلية التي تمنع الحركة أثناء نوم REM.
رفعت القطط  أثناء النوم رؤوسهم ، مما يشير إلى أنهم كانوا يشاهدون الأشياء غير المرئية ؛ حيث تتقوس ظهورهم. وبدأت تلاحق الفريسة كما يحصل  في معاركها في الحقيقية.
كل هذه السلوكيات تشير إلى أن القطط كانت تشاهد صوراً أثناء حركة العين السريعة ، كما يقول مكنامارا ، "على الرغم من أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين إن كانوا يحلمون كما نفعل"  
صورة لفئران نائمة وتبدوا أعينها مستيقظة

الدراسات على الحبّار
يتعّرض الحبار بحالة شبيهة بالنوم مصحوبة بتغيرات في اللون والوخز وحركات عين سريعة مشابهة لنوم الريم ، وفقًا لدراسة أجريت عام 2012 في مجلة PLoS ONE.

الدراسات على الطيور

درس العالم فرانك في جامعة واشنطن نوم الحيوانات فيقول ""إن أقرب ما يمكن أن        نقوله هو أن الحيوانات تُظهر بعض حالات النوم نفسها التي يفعلها البشر".
في إحدى الدراسات ، راقب العلماء نشاط دماغ الطيور الغناء. ثم عندما كانت الطيور نائمة ، نظر العلماء إلى نشاط الدماغ مرة أخرى.
اتضح أن نشاط الدماغ كان عمليا نفسه. إنه يجعل الناس يتساءلون عما إذا كانت الطيور تحلم بالغناء أو يمكنها سماع نغمتهم الخاصة أثناء نومهم. لكننا لا نعرف على وجه اليقين.
قال فرانك إن هناك أيضًا أدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات تفيد بأنك إذا أوقفت أجزاءً من الدماغ تمنع الحيوانات النائمة من الحركة ، فسوف تتصرف بطريقة تجعلها تبدو وكأنها تعمل بحلم.
سواء كانوا يرون صورة في أذهانهم تتوافق مع سلوكهم ، فلا نزال لا نعرف. بالنسبة إلى السؤال الثاني ، إذا كنت تفكر في كل الأحلام المختلفة التي مررت بها في حياتك الخاصة ، فقد يساعدك ذلك على فهم ما قد تحلم به الحيوانات الأخرى ، أي إذا حلموا على الإطلاق.



الدراسات على الكلاب
أجرى العالم "ستانلي كورن" البروفيسور في علم النفس بجامعة "بريتش كولمبيا" وصاحب كتاب ذكاء الكلاب. ويثبت فيه أن الكلاب تمر بنفس مراحل النوم الذي يختبرها الإنسان فقط ولكن بطريقة أسرع، أي بعد حوالي 20 دقيقة من نوم الكلاب تدخل في مرحلة REM وتم ملاحظة الكلاب بأنهم ينتفضون ويركلون ويتنفسون بطريقة غير مستقرة أثناء نومهم.

مقطع لفيديو لكلب نائم ويتظهر حركاته وكأنه يشاهد حلم
https://www.youtube.com/watch?v=hYhnXOJdWu4&feature=player_embedded
https://www.youtube.com/watch?v=Y9KZ__vPvf0
https://www.youtube.com/watch?v=5kvbRoAdl_s
المصادر :