الخرائط الصينية

الخرائط الصينية

لعبت المسافة وصعوبة الاتصال بين موقع الصين وكلاً من وادي النيل والفرات عاملاً أساسياً في اختلاف الخصائص الخرائطية الصينية عن الخرائط البابلية والخرائط المصرية (الفرعونية) رغم اعتماد الحضارات الثلاثة (البابلية والمصرية والصينية) على الزراعة إلا أن الصينيون اعتمدوا على الزراعة بشكل كلي لكثرة الأنهار فيها والتي تخترق مناطقها السهلية بغية ((سد نفقات الدولة على الضرائب المفروضة على الحاصلات الزراعية ... لذلك رسموا خرائط تحدد ملكية الأراضي الزراعية، وتنظيم المياه وتوزيعها)) [1]

لقد نشأت الخرائط الصينية بصورة مختلفة عن بقية خرائط العالم وكانت مراحل نشأتها تنمو بصورة بطيئة جداً وفي عزلة عن المراحل التطورية لخرائط العالم .

فضلاً النظرة الغامضة (غير الواضحة) من قبل الصينين عن العالم الخارجي لاختلاط بعضها بفلسفتهم الخاصة ، فالعالم في تصورهم ((عبارة عن شبه قرص مستدير مركزه الإمبراطورية الصينية وحولهم البلاد المعروفة لهم مثل الهند وغيرها . ويحيط بهذا القرص بحر به عدة جزر تمثل باقي العالم، وبعد هذا البحر هناك حلقة من اليابس سُميت بأرض الجبل المحيط ، وبه عدة مراكز مثل مركز أصل الإنسان ومركز سكن الإنسان الكامل وأرض النساء . جنوب الأرض وضعوا منطقة أطلقوا عليها اسم جبال النار العليا حيث يتعذر سكن الإنسان فيها . ))[2]

طورت الصين تقنيات رسم الخرائط المتطورة في نفس الوقت تقريبا مع روما القديمة في فترة العصور الوسطى ، أظهرت خرائط العالم الصينية أن الصين في المركز وأوروبا في منتصف الطريق على مدار الكرة الأرضية .تم تعيين إفريقيا من وجهة نظر المحيط الهندي وكانت على رأس الرجاء الصالح

عثر الباحثون على خرائط صينية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد على ألواح خشبية بالبحر الأسود ، إلى جانب العثور على ثلاثة خرائط ترجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد مرسومة على الحرير .

لقد تطور علم الخرائط في الفكر الصيني حتى توصلوا إلى ((رسم شبكة مربعات على الخريطة تماثل شبكية الإحداثيات الحديثة بواسطة الكارتوجرافي الصيني زهانج هنج[3] (78- 139م)) [4]

لم تحتوي تلك الخريطة الشبكية الصينية على أي رقم محدد أو مقياس رسم معين ، ومن ميزات الخرائط الصينية أنها كانت تحوي الاتجاهات الأربعة بشكل مقلوب ؛ إذ الجنوب في أعلى الخريطة والشمال في أسفلها واستمر هذا التوجيه حتى عهد الملك سونج ديناستي في القرن العاشر الميلادي ليتحول الشمال إلى الأعلى والجنوب إلى الأسفل .

زهانج هنج

يو جي تو، أو خريطة لل مسارات يو قونغ ، منحوتة في الحجر في 1137 ، وتقع في مسلة غابة زيان . هذا 3 أقدام ( 0.91 متر ) التربيعية خريطة تحتوي على مقياس متدرج من 100 لى لكل شبكة مستطيلة . يتم تعريف أنظمة الساحل و نهر في الصين بشكل واضح ، وحددوا بدقة على الخريط

الكارتوجرافي الصيني بي إكسيو (271 – 224 م)

أجمل وأروع الخرائط التي وضعها الصينيون القدماء كانت على يد العالم والرائد الحقيقي بي إكسيو ، المؤلفة من (18) عشر لوحة مرسومة على الحرير ((تشمل شتى أرجاء إمبراطورية الصين والمناطق المحيطة بها . )) [5]

بي اكسيو pei xiu

بسبب افتقاد الخرائط التي سبقت عهد بي إكسيو والتي أنشأت في عهد سلالة هان ديناستي Han dynasty إلى الدقة .

خريطة الحرير وجدت في القبر (202 ق.م)

والتي تصور المملكة تشانغشا و المملكة ضريح في جنوب الصين (ملاحظة: موجه في اتجاه الجنوب في الجزء العلوي ، شمال في الأسفل)

فقد قام بإدخال العديد من التحسينات عليها حيث اعتبرت هذه الإضافات والتحسينات ذات قيمة عالية في علم الخرائط ومن أهمها :

1- ضبط شبكة المربعات بحيث يصبح طول ضلع المربع الواحد منها يساوي 100 ((لي)) Li وهي وحدة قياس صينية تعادل نحو 50 كم .

2- إضافة مقياس رسم متدرج للخريطة .

3- ذكر الأبعاد بين مختلف الأماكن .

4- تحديد ارتفاع وانخفاض الأراضي بعضها عن بعض .

5- الاهتمام بإظهار تغير اتجاهات الطرق وانحناءاتها من منطقة إلى أخرى .

6- تحديث وتصحيح أسماء الأماكن والمعالم الجغرافية بعد دراسة مؤلفاته القديمة . [6]

لم يعثر على خرائط بي إكسيو الأصلية ولكن في عام 1697م قام الكارتوجرافي الصيني واي HU WEI بإعادة إنشائها بالاعتماد على مؤلفاته .

لم توقف الخرائط الصينية عند نطاق معين فقد ازداد عددها وظهر كارتوجرافي آخر مثل هسيه شوانج Hsieh Chuang (421 – 466 م) حيث رسم خريطة لجميع أقاليم الصين على لوح من خشب ، ثم أتى من بعده تشيا تان Chia Tan (730-805م) حيث رسم خريطة تمثل معظم القارة الآسيوية .

مواقع مهمة باللغة الأجنبية

http://www.wikiwand.com/en/History_of_cartography

[1] http://mqalh.com/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82-2/

[2] الخرائط قديما وحديثاً ، مها الفرج ص : 26