الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

الفرق بين الحدود والتخوم !

الحدود والتخوم
أخذ مفهوم (موضوع) التخوم والحدود يشغلا الكثير من علماء الجغرافيا وعلماء السياسية (الجغرافية السياسية) بسبب ارتباطهما بتكوين الدول وسيادتها والعلاقات والاتفاقيات بين الدول .
خاصة أن الحدود السياسية اليوم والتي ربطها العلماء المعاصرون بالدولة تشمل كل التنظيمات الاجتماعية في الدولة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم والقوانين والحريات والعلاقات الدولية وهي عنصر مهم في قوة الدولة ، ومن دون الحدود لا يمكن أن تعرف حدود دولة ما وتحترم سيادتها وتعرضها للانتهاك الدائم وعلى الخلاف لو وجدت حدود دولية معترف بها تمارس بها الدولة كامل سيداتها وسطلتها وتقيم علاقات دولية بينها وبين الدول وفق تلك الحدود التي تفصل بينها . (أهمية الحدود) .
فالبعض من العلماء لم يفرق بين المفهومين لعدة أسباب
1-      أن علم الجغرافيا السياسية علم حديث على الساحة .
2-      ضعف الجانب الفني أو الميداني المتمثل في المسوحات الأرضية آنذاك .
3-      قلة أو عدم توافر الخرائط الدقيقة التي تفرق بين "الحدود والتخوم"
ومن جانب آخر فرق مجموعة أخرى من العلماء المهتمين بالجغرافيا السياسية بين المفهومين .
وقبل الشروع في التفريق بين المفهومين نُعرّف بهما من الجانب اللغوي :
التخوم لغة : التُّخُم : الحدُّ الفاصَل بين أَرضين . والتُّخُم المعالم يُهتَدَى بها في الطريق [1]
الحد لغة : حدّ ( اسم ) ، الجمع : حُدُودٌ : حاجز فاصل بين شيئين . - من الشيء : منتهاه . - من الشيء : طرفه الحاد . [2]
أما من جهة المعنى الاصطلاحي أو التخصصي للحدود والتخوم فإن العلماء طرحوا عدة من التعاريف للحدود والتخوم ضمن تقسيمات مختلفة :
الحدود : هي حدود رقعة من الأرض مقام عليها الدولة تمارس عليها سلطتها وتفرض سيداتها وتشمل الجبال والأنهار والوديان (التضاريس) وتشمل المجال البري والبحري والجوي وهي خطوط وهمية تفصل بين الدول .
الحدود : هي الجزء الفاصل الذي تنتهي عنده الدولة وتبـدأ حدود دولة أخرى ويكون معـترف بها دولياً .
الحدود السياسية : هي وحدة جغرافية تولدت نتيجة لجهود الدولة لخلق هذه الوحدة أو الكيان وتمارس عليها السلطة نوعاً من الحُكم .
والحدود : هو خط ليس فيه من الأبعاد إلا الطول يحدد مساحة الدولة ومجال سيادتها وسيطرتها .
أما التخوم فهي لا تشمل فقط من الأبعاد إلا الطول وإنما تشمل البُعدين "الطول والعرض" لذلك تعرف التخوم بأنها " مناطق أرضية ذات بُعدين هما الطول والعرض تقع بين دولتين أو أكثر وكثيرا ما يحدث نزاع مستمر بين الدول لضمها او التوسع عليها  .
وتعرف التخوم أيضاً : بأنه منطقة من الأرض (صغيرة / كبيرة) تخضع دائماً لتغيير مستمر للمؤثرات البشرية التي تعدل في طبيعتها واستخدامها .
·         الفرق بين التخوم والحدود :
1-      التخوم : التخوم منطقة جغرافية ذات بُعدين تختلف مساحتها باختلاف الظروف بسبب عدم صلاحيتها للسكن (خالية من السكان) ، أما الحدود فهي رقعة (منطقة) جغرافية ذات بُعد واحد (الطول) وهذه الحدود دولية معترف بها يفصل بين اقليم الدولة واقليم دولة مجاورة لها .
2-      التخوم كأقاليم طبيعية (كالجبال والانهار والصحارى والغابات) ثابتة جغرافياً وغير قابلة للانتقال من مكان لآخر والتغير الذي يحدث فيها هي وظيفتها المتغيرة طبقاً للتطور واكتشاف الموارد فيها ، على عكس الحدود "فهي ظاهرة اصطناعية بشرية يتم اختيارها وتخطيطها وتعيينها من قبل الانسان وهي تتصف بالتنقل من مكان لآخر تبعا لظروف الدولة المجاورة ويتم تثبيت الحدود اما بالاتفاق بين الاطراف المجاورة او عن طريق القوة"[3] (الحد السياسي ظاهرة بشرية لأغراض سياسية، بينما التخوم ظاهرة طبيعية ارتبطت بالمواقع الوعرة غير الصالحة للاستيطان البشري، كالصحاري والجبال الشاهقة الارتفاع.)
3-      التخوم تمثل الجبهة الأمامية للدولة عند مقابلتها دولة أخرى تواجهها ولهذا فهي قديمة تكونت عندما بدأت الدولة تكتسب الصفة القانونية والسياسية، ولكنها كانت متسعة وكانت تسمح الظروف بالانتقال للرعاة أو البداوة والاستفادة من هذه المناطق حتى ولو لم تكون هذه القبائل تابعة لنفس الدولة، وعندما بدأت الدول تتطور وتشرف على كل أراضيها وتقوى شوكتها بدأت تتجه إلى هذه المناطق وتحددها وتخطط فيها الحدود الدولية لها فتطورت إلى مفهوم الحدود المعترف بها دوليا والتي لا يسمح لأحد بتجاوزها . (التخوم قبل الحدود) – (الحدود ظهرت في القرن التاسع عشر ميلادي)
4-      للتخوم : مفهوم استراتيجي (عسكري) اذ انها تمثل منطقة دفاعية لحماية الدولة التي تحيط بها من الاعتداءات والغزوات المفاجئة وباعتبارها منطقة واسعة فهي تمتلك العمق الجغرافي الذي يعطي للدولة المعنية الفرصة لإعداد الخطط الدفاعية لمواجهة الاعداء ومنع تقدمهم داخل اراضيها . أما خط الحدود فلا يمكنه ان يقدم الحماية للدولة المعنية من أي هجوم خارجي فبمجرد اجتياز خط الحدود من قبل قوة معادية يضع الدولة في حالة من الحرج خاصة اذا اصبح جزء من سكانها وارضها خارج حدود سيادتها وهي لا تمتلك القدرة على التصدي .( فكلمة تخوم توصف بأنها الواجهة المتقدمة لحضارةً ما. أما الحدود فهي توصف بأطراف الأراضي أو الإقليم الذي تحده. وبذلك تقوم التخوم في اتجاه الخارج، والحدود في اتجاه الداخل بالنسبة للدولة .)
5-      التخوم : تعبر عامل وحدة للدولة داخليا بين أبناء الشعب والواحد فهي تجمع بين وحدة الأقلية وتخضع للقانون الداخلي وهذا من وجهة نظر الدولة المجاورة . ومن وجهة نظر الدولتين التي تقع التخوم بينهما فإن التخوم هي عامل توحيد بينهما . على خلاف الحدود فالحدود تكون على شكل خط فاصل (طول) بين الدولتين حيث تمارس كل دولة سلطتها وسيادتها الكاملة في داخل تلك الحدود وتفصل بين جميع أنواع الظواهر السياسية والحضارية . (تمثل الحدود خطوطاً واضحة المعالم، ومحددة في الفصل بين الدولتين، أما التخوم فهي مناطق وصل تشبه المنطقة المحايدة.)
6-      التخوم تعتبر منطقة تصارع وتنافس مستمر بين الدول بسبب الرغبة الجامحة لضم منطقة التخوم إليها (خاصة إذا اكتشفت موارد جديدة فيها) على عكس الحدود الدولية المعترف بها ذات البعد الواحد فهي حد نهائي يقطع الطريق أما رغبات الدول لاستعمارها أو غزوها استنادا للقانون الدولي .
ما هي الحلول الدولية لحل النزاعات بين الدول المتنافسة على التخوم فيما بينها ؟
أ‌-        تقسيم منقطة التخوم بين الدولتين مناصفة .
ب‌-    أو تضم منطقة التخوم بكاملها إلى إحدى الدولة .
ت‌-     تحويل منطقة التخوم الى دول او مناطق سياسية كأن تتحول مناطق التخوم الى دول ذات نظام سياسي مستقل تسمى بـ( الدول العازلة )وتتمتع هذه الدول بسيادة كاملة وحياد يمكنها من كسب احترام الدول المجاورة لها وقد وجد هذا النوع من الدول للتخفيف او الحجز من التوتر بين القوى الكبرى المتنافسة والتقليل من امكانية التصادم بينها ومن امثلتها دول البنلوكس ( هولندا ـ بلجيكا ـ لكسمبرج ) التي نشأت عام 1943م بموجب معاهدة فردان لتحجز بين المانيا وفرنسا. وكذلك المنطقة المحايدة بين العراق والسعودية .

*      وفي ظل الإمبراطوريات الكبرى القديمة، كانت مناطق التخوم تقع ما بين إمبراطورية وأخرى، أو كانت مناطق تجَاور مع كيانات خارجية أقل حجماً, وفي العصور الحديثة قد استبدلت التخوم بالحدود السياسية في كل أرجاء الأرض، إلا من آخر التخوم وهي الموجودة في القارة القطبية الجنوبية، وكذلك الحدود في أعالي البحار والفضاء الخارجي.
*      أنواع الحدود : يمكن تصنيف الحدود إلى نوعين أساسين :
1        – الحدود الطبيعية وتشمل (الأنهار – البحار – الجبال – المستنقعات – الوديان )
2-      الحدود البشرية وتشمل (اللغة – الدين – السلالة)
ومن أمثلتها :
أ‌)        - مشكلة قطاع جبل علبة بين مصر والسودان ... عملت بريطانيا علي ضم قطاع جبل علبة من الناحية الادارية الي السودان بسبب  قبائل البشرية المنتشرة اغلبها في السودان . بالرغم من  أن المنطقة تابعة للحدود المصرية .
ب‌)    مشكلة فلسطين العربية و اسرائيل ... قامت دولة اسرائيل علي أساس ديني وهو اليهودية .
ت‌)    مشكلة الهند وباكستان ... قسمت الحدود بينهما علي اساس ديني .
ث‌)    مشكلة البرازيل ... قسمت حدودها علي اساس اللغة البرتغالية .
ج‌)     مشكلة سيليزيا العليا بين بولندا والمانيا ... مجموعة من العناصر الالمانية تعمل بالصناعة وسط الشعب البولندي الذي يعمل  بالزراعة
3-      الحدود الهندسية[4] : وتشمل
أ‌-        الحدود الفلكية (خطوط الطول ودوائر العرض)
ب‌-    الحدود الهندسية : التي ترسم علي ابعاد متساوية من ظاهرة طبيعية كنهر او جبل .









[1] معجم المعاني الجامع – باب تخم
[2] معجم المعاني الجامع – باب تخم
[3] منتدى جغرافيو العرب
[4] تكون خطوط مستقيمة او شكل اقواس او انصاف دوائر

هناك 6 تعليقات:

  1. سؤال ما الفرق بين الجبال كتخوم والجبال كحدود سياسيه في الفصل بين الدول

    ردحذف
  2. تقسم التخوم كونها مناطق حدود الى اقسام ممكن ذكرها

    ردحذف
  3. تقسم التخوم كونها مناطق حدود الى اقسام ممكن ذكرها

    ردحذف
  4. تقسم التخوم كونها مناطق حدود الى اقسام ممكن ذكرها

    ردحذف
  5. ماهي المرحلة الأخيرة من ترسيم الحدود

    ردحذف
  6. تقسم التخوم كونها مناطق حدود الى اقسام ممكن ذكرها

    ردحذف