الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

لماذا مادة جغرافيا الزمن الرابع ؟



لماذا مادة
جغرافيا الزمن الرابع

لماذا يدرس طالب الدراسات الجغرافيا خاصة في القسم الطبيعي مادة جغرافيا الزمن الرابع في الجامعة ؟؟
هذا السؤال المستهل يهدف لتوضيح أساسيات هذه المادة وأهميتها في الدراسات الجغرافية بحيث يتنشأ لدى طالب الجغرافية إلمام أفقي وشامل عن ضرورة هذه المادة وأسباب إدخالها في تخصص الجغرافيا .
البداية (ما هو الزمن الرابع ؟)
البليوسين هو نهاية الزمن الثالث وكان تمتاز هذه الفترة بمناخه الحار والرطب ، أما البليستوسين (الزمن الرابع) وهي الفترة التي تلت الزمن الثالث وتمتاز بمناخ بارد ، تتعاقب فيه فترات جليدية ، حيث بدأ تقريبا قبل مليوني سنة ( 2 ) .
ماذا حدث في فترة الزمن الرابع ؟
الزمن الرابع هو آخر فترة من العمر الجيولوجي للقشرة الأرضية ورغم قصر هذه الفترة إلا أن التغيرات التي طرأت عليها كانت كبيرة جداً حيث تغير المناخ فيها بشكل كبير وصاحبها ظهور الإنسان وقد تأثر شكل الأرض والمناخ في العالم بتلك الفترة الجغرافية السحيقة .
قسّم العلماء (شوبير 1956م) الزمن الرابع إلى رباعيتين تقع دولة المغرب .
·        الرباعي الأول (الرباعي القاري)
·        الرباعي الثاني (الرباعي البحري)
الرباعي القاري ينضوي تحته عدة تشكيلات ولكل مسمى ارتباط بموقع جغرافي أو بسبب شكل معيّن .
الأول  : الملوي Moulouyen
بسبب تسميته بالملوي هي وجود أقدم الرواسب الرباعية على جانبي نهر الملوي شمال المغرب وتعود إلى أكثر من مليوني سنة .
الثاني : العامري Amirien
العامري نسبة إلى بني عامر في للضفة اليمنى لنهر أم الربيع (أحد أهم الأنهار الرئيسية في المملكة المغربية) وهي عبارة عن إرسابات على شكل درجات أو مخاريط الإنصباب وتحتوي على أداوت حجرية تعود إلى الحضارة الآشولية[1] . وتعود إلى أكثر من 900 ألف سنة .
الثالث : التانسيفتي  Tensiftien
واد تانسيفت هو نهر يقع وسط المغرب ويتميز هذا الوادي بالقشريات الكلسية كما وجد به أول بقايا عظام إنسان . ويعود إلى 500 ألف سنة تقريباً .
الرابع : السلطاني  Soltanien
السلطاني كلمة ترجع إلى مغارة دار السلطان جنوب الرباط في المغرب ، ((عبارة عن مواد غرينية طميية سطحية حمراء اللون توضعت مباشرة خلال التراجع البحري الولجي، و التوضعات السلطانية يمكن أن يصل سمكها إلى 20متر في سافلة بعض الوديانو يتميز السلطاني بوجود مواد خشنة في الأسفل و مواد دقيقة في الأعلى، كما يمكن أن يحتوي على بعض العقد الكلسية في حين تغيب به التكلسات و القشرات الكلسية، و كثيراًما تقترن التوضعات السلطانية بأدوات حجرية موستيرية))[2] ويعود إلى 120 – 10 ألف سنة تقريبا .
الخامس : الغربي Rharbien
ويتداخل مع السلطاني في المغرب ويعود إلى 10 آلف سنة
أما الرباعي البحري فيعود إلى عدة مواضع في المغرب في المناطق الساحلية على المحيط الأطلنطي حيث تشكلت فيها شواطئ رملية، صدفية، حصوية موروثة أو أجراف ميتة تعود للعصور السالفة . منها (المغربي ، المسعودي ، المعاريفي ، الهاروني ، الولجي، الملاحي)
ما هي الآثار التي خلفها الزمن الرابع ؟
التغيرات التي طالت الأرض في حقبة الزمن الرابع حيث تسود تكوينات الزمن الجيولوجي الرابع أغلب مساحة الأرض [3] وخاصة "البلايوستوسين" (أحد العصور الجليدية التي امتدت إلى ملايين السنين) و"الهولوسين" لم تقتصر على المناخ فقط ((بل تعدتها إلى بعض النتائج التي تركت دلالاتها على صفحة سطح الأرض ، والتي تتلخص ف بقايا الغطاءات الجليدية ، وما ارتبط بها من تغيرات بيئية في مناطق هوامش الجليد ، وما خلفه الجليد في مناطق العروض العليا والمطر في نطاق العروض الوسطى من تكوينات إرسابية وظاهرات جيومورفولوجية ، وحدوث تذبذب في مستوى سطح البحر ، وما ارتبط به من تغير العلاقة بين توزيع اليابس والماء ، ونشأة بعض الظواهر الجيومورفولوجية ، خاصة على امتداد السواحل (الأرصفة البحرية) أو على جنبات الأودية النهرية (المدرجات النهرية) إضافة إلى التغييرات الهيدرولوجية والتغيرات في الغلاف الجوي ، وأخيراً تأثير التغيرات البيئية في الإنسان .)) [4]


نتائج


فالطالب الجغرافي يتعرف خلال دراسته هذه المادة على الشق التاريخي بصورة كبيرة حول التغيرات البيئية والمناخية التي بدأت منذ العصر الجيولوجي الرابع حتى هذا العصر ويتعرف على الأسباب التي جعلت التضاريس بهذا الشكل كالسواحل والارتفاعات  ..... لذلك فهو يتزود معرفيا في الجانب التاريخي ، والجانب الجغرافي من حيث المناخ والتضاريس والأماكن التي حدث ومرّ فيها التغير في الأزمان الجيولوجية المختلفة ، وكذلك يتزود معرفياً بالقسم الجيولوجي من عوامل تعرية ونحت .... أنواع الصخور  والتكوينات الجيولوجية للأراضي .... وهذه المادة بهكذا تفريعات تفتح أفق واسع أمام طالب الجغرافيا في مجالات علمية ترتبط بتخصصه الأساسي (الجغرافيا) .

[1] الحضارة الآشولية: تعود بقايا هذه الحضارة إلى حوالي 4000 عام ق.م وأهم الاكتشافات تمت بمواقع مدينة الدار البيضاء(مقالع طوما وأولاد حميدة، وسيدي عبد الرحمن (منطقة تقع جنوب الدار البيضاء)...). الأدوات الحجرية الخاصة بهذه الحضارة تتكون من حجر معدل، حجر ذوجهين وكان المغرب من أهم البلدان لكونه يشمل موقعا جعله خطا رابط بين البلدان وحلقة وصل لها
[2] https://www.facebook.com/Geographie.agadir/posts/743147402437913
[3] الصخور الأكثر حداثة تغطي الأجزاء الشمالية من المنطقة، وهي من التشكيلة البلايستوسينية العائدة إلى الزمن الرابع تكسوها الرمال السلتية من تشكيلة حفارة ذات العمق الذي يصل إلى عدة أمتار وتتخللها طبقات من الصخور الكلسية الموازية لشاطئ البحر بشريط يتراوح بين 10-20 كم تقريباً. أما الشريط الساحلي وعلى طول حدود منطقة الدراسة فهو يتكون من صخور تتبع تكوين قرقارش والذي يعود إلى الزمن الجيولوجي الرابع، تتركب رماله من الكوارتز والكلس، وتغطي الأجزاء الوسطى من المنطقة التكوينات العائدة إلى الزمن الجيولوجي الثالث، وهي عبارة عن سطوح كلسية مكونة من المارك والجبس، وأما صخور الزمن الثاني العائدة إلى العصر الكريتاسي الأعلى، والتي تمثل أقدم التكوينات الجيولوجية لمنطقة زليتن، فتغطي الأجزاء الجنوبية الغربية للمنطقة وتظهر في منطقة وادي ماجر. تحتوي منطقة زليتن على بعض المكونات الطبيعية التي يمكن استغلالها في بعض الصناعات مثل المرو والحجر الجيري الموجودة في المكونات الكلسية التي تتخللها طبقات طينية تعود للتشكيلة الخمسية التي توجد في الأجزاء الغربية من المنطقة جنوب الطريق الساحلي والتي تمثل مادة خام لصناعة الاسمنت، إضافة إلى وجود البازلت الذي يستعمل بعد تكسيره في تعبيد ورصف الطرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق