الجمعة، 16 يونيو 2017

البوصلة المغناطيسية (الجغرافية) وعلم الطيران



 البوصلة المغناطيسية (الجغرافية) وعلم الطيران
كتبت في مقال سابق حول كون الجغرافيا أم العلوم بشكل نسبي وليس بشكل مطلق فمع تغير الاعتبارات قد يصبح كل علم مهم تتمركز حوله بقية العلوم لما يخدمها في جوانب متعددة.
علم الطيران يستعين هو الآخر بالعلوم الأخرى وأهمها الجغرافيا التي تنشئ الخرائط الذكية عالمياً وتجعل من الطيران عند ركوب قمرة الطائرة مجرد أداة تشغيل فالطائرة مسبقا تعرف اتجاهها فتحلق وتهبط إلكترونياً.
إضافة إلى أن الطائرات تستعين بنظام اتصالات الملاحة GPS المتصل بالأقمار الصناعية وبالخرائط الذكية ليحدد اتجاه الطائرات.
معظمنا ركب الطائرة وشاهد المدرج الذي تسير عليه هذه الطائرات ولاحظ بعينه أرقاماً (رقمين) مكتوبة على عند بداية المدرج ونهايته أي عند الاقلاع والهبوط.
في البداية نتذكر أن معظمنا في المدارس أو الجامعات استخدمنا البوصلة المغناطيسية ذات الاتجاهات الرئيسية الأربعة (الشمال 360 درجة) ، (الجنوب 180 درجة) ، (الشرق 90 درجة) ، (الغرب 270 درجة) وكذلك نعرف أن هناك اتجاهات فرعية وثانوية تتفرع من الاتجاهات الرئيسية الأربعة ولها درجاتها أيضا كما في الشكل التالي :

((خلال الأيام الأولى للطيران، لم تكن هناك مدارج معبدة لإقلاع وهبوط الطائرات كما اليوم، إنما كانت المدارج مجرد حقول زراعية وأراضي عشبية. ولأن اتجاه الرياح مهم للغاية في إقلاع وهبوط الطائرات، كانت الملاحة الجوية تعتمد على طرق بدائية في تحديد اتجاه الريح.

ومن أجل تحديد مدارج الهبوط والإقلاع، كان الطيارون يعتمدون على علامات مميزة تُعرف باسم "Airmarks" على قمم التلال والمباني. لكن، ومع زيادة حركة النقل الجوي والتطور فيها، تحولت المدارج البدائية في الحقول إلى مطارات معبدة دائمة. وأصبح هناك حاجة ملحة لوجود نظام لتفريق المدارج عن بعضها. فأصبحت أداة الملاحة الأساسية في الطائرات هي البوصلة المغناطيسية، وأصبح لكل مطار تسمية واضحة بناءً على الاتجاه المغناطيسي.)) مدونة عشاق الطيران
يخضع ترقيم المدرجات لاتجاهات البوصلة المغناطيسية من 1-10 بناء على اتجاه المجال المغناطيسي.
لدينا كما نعرف اتجاه الشمال 360 درجة ولدينا في البوصلة أيضا اتجاه الجنوب 180 درجة، يتم اقتطاع أول رقم وهو الصفر من (360 و 180) ليتحولا إلى (36 و 18).
فالمدرجات التي تحصل على أرقام 1 – 36 ترمز إلى الاتجاه ناحية الشمال ، أما المدرجات في الجهة الجنوبية فتحصل على رقم 18 لأنها ترمز إلى اتجاه الجنوب في البوصلة بعد اقتطاع الصفر منها.
أما المدرجات التي شرقا وغرباً فإنها تخضع لذات القواعد والارتباط بالبوصلة المغناطيسية، فجهة الشرق بالبوصلة يحمل رقم 90 درجة، أما جهت الغرب فتحمل الرقم 270 درجة.
وبانقاص الصفر من 90 و 270 ترقم المدرجات التي تتجه إلى الشرق بالرقم (09) أما المدرجات التي تتجه جهت الغرب بالرقم (27).
تضيف بعض المطارات على مدرجاتها أحرفاً مثل R أو L أو C هذه الأحرف تضاف إلى أرقام المدرجات إذا كانت هنالك مدرجات متوازية في نفس المطار حيث الحرف R  يشير إلى اليمين Right والحرف L يشير إلى جهة اليسار Left أما الحرف C فيشير إلى الوسط Center.
ولكن ما يجب ملاحظته أن أرقام الهبوط التي توضع في المدراج قد تتبدل بين فترة وأخرى والسبب في ذلك هو الاختلافات التي تطرأ على البوصلة المغناطيسية على اعتبار أن اتجاه القطب الشمالي يتغير باستمرار بشكل دائري (وكأنك تقوم بتدوير البوصلة) كما حصل آخر 150 عاما حيث تغير اتجاه القطب الشمال 685 ميلاً لذلك فإن اتجاه القطب الشمالي يتغير بواقع 50 ميلا في اليوم الواحد.
وهذا مقطع فيديو يوضح ارتباط المدرجات بالبوصلة وعلم الجغرافيا بشكل عام.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق