خرائط خطوط الوقت أو خرائط المرور المتساوية
طرق استطلاع المرور داخل المدن
((مصطلح المرور يعني حركة الآليات والعربات التي تنقل الناس والبضائع إلى
أماكن مختلفة لأغراض متنوعة . كما يتحرك الناس مشياً على الأقدام من مكان إلى آخر
لأغراض مختلفة داخل المدينة . ))[1]
أصبحت حركة المرور في المدن الكبرى والضواحي ومدن التوابع عرضة للمسوحات
والدراسات المختلفة والبحوث العلمية القائمة على أسس ومناهج وقواعد والتي تهدف في
نهاية المطاف إلى حل الكثير من المشاكل التي تصيب المرور والازدحام والنقل بين
المناطق الحضرية والريفية ، والتفكير والتخطيط المستقبلي للمدن وشوارعها وحركات
المرور فيها .
توجد عدة طرق لدراسة المرور وحركات النقل والتي من ضمنها طريقة تعداد
المرور وينتج عنها خرائط تسمى بخرائط "انسياب المرور" فضلا
عن وجود بعض الجهات المختصة والمناط لها إجراء المسوحات لمنشأ واتجاه المرور حيث
تقوم بعملتين أساسيتين لجمع المعلومات الضرورية .
خرائط المرور الانسيابية1 |
خرائط المرور الانسيابية2 |
الأولى : بواسطة مقابلة عيّنة من الناس .
الثانية : إيجاد عدد السيارات التي تعبر من نقاط معينة من منطقة إلى أخرى داخل
المدينة أو المدينة التي براد دراستها وتدعى هذه بنقاط السيطرة .
بالنسبة إلى الطريقة الأولى (العينة)
يتم اختيار حي معين في المدينة أو المدينة كلها (محلات عمل الناس في المنطقة التي
يراد بها ((الاستطلاع والجهة التي يتوجهون إليها أكثر الأحيان وتنقلاتهم من حي
إلى آخر وغيرها من الأسئلة التي تفيد في تعيين اتجاهات حركة المرور . )) [2]
أما الطريقة الثانية (نقاط السيطرة) فتتم عن طريق تعيين مجموعة من
النقاط على مسافات متساوية مرسومة على خط يحيط بمنطقة الدراسة ويدعى هذا الخط بـ "خط
السيطرة" Gardon Line
وفي الغالب يتم الالتجاء إلى تقسيم المدينة إلى عدد من المناطق الثانوية ،
ومن ثم يتم تمثيل النتائج بأشكال بيانية وخرائط انسيابية تتبع الشوارع التي أخذ
تعداد السيارات عليها حيث يتناسب كل خط مع حجم المرور الذي حسب عليه .
ولا يخفى أهمية تلك الخرائط وإسهامها في حل مشاكل المواصلات والازدحام التي
تعاني منها المدن داخل شوارعها ، لأنها تعطي فكرة عن ((معرفة الشوارع التي
تعاني من الازدحام والتي تطرقها السيارات والمارة ووسائط النقل الأخرى أكثر من
غيرها .)) [3]
إلى جانب خطوط السيطرة توجد خطوط أخرى تسمى "بالخطوط المرغوبة"
وفكرة هذه الخطوط أن يتم توصل كل خط يوصل بين نقطتين ويشير إلى نوع واسطة وكمية
المرور بين النقطتين وهذه الخطوط هي خطوط مستقيمة .
وبالإمكان رسم هذه الخطوط لحركات المارة ولكافة وسائل النقل سواء سيارات أو
درجات ... داخل المدينة . وأهمية هذه الخطوط تكمن في كونها عملية للمدينة لأنها ((ترشد
المهتمين بتتبع حركة المرور في المدينة على مناطق المرور الرئيسية فيها . وتساعد
على توجيه انتباههم لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتسهيل حركة المرور فيها كتعبيدها
وإدامتها ومراقبتها أو فتح طرق جديدة سريعة موازية للشوارع المزدحمة الموجودة
ومساعدة لها أو فتح طرق بنفس الاتجاهات التي تشير إليها هذه الخطوط )) [4]
خرائط خطوط الوقت أو المرور
المتساوية
تعرفنا سابقا على أنواع الخرائط المستخدمة لدى علماء التخطيط الحضري والتي
تنعكس فاعليتها إيجاباً في حل مشكال المرور والازدحام وحركات النقل داخل المدن ،
وإلى جانب هذه الخرائط تتوفر في الدراسات الحضرية خرائط تعرف بـ "خطوط
الوقت أو المرور المتساوية"
يتم إنشاء وعمل هذه الخرائط من خلال وضع نقاط على شوارع المرور الرئيسية
التي تتفرع من مركز المنطقة التجارية في المدينة ، حيث تمثل كل نقطة المسافة التي
تقطعها سيارة نقل الركاب العامة خلال عشرة دقائق أو وحدة زمنية معينة من بداية
نقطة تحركها في قلب ووسط المدينة .
تتم هذه العلمية من خلال وضع نقاط للمسافة التي تقطعها السيارة خلال ((20
و 30 دقيقة وهكذا على جميع الشوارع الرئيسية التي تتفرع من نقطة السير في قلب
المدينة وبعد ذلك توصل الخطوط بين نقاط العشرة دقائق وتوصل النقاط التي تمثل
العشرين دقيقة وهكذا مع بقية النقاط الأخرى)) [5] وعلى ضوء
هذه العلمية تنشأ لدينا خرائط وقت متساوية وهي شبيهة جدا بالخرائط الكنتورية التي
تصل بين القيم المتساوية في المناسيب (المرتفعات)
ما هي فائدة خرائط خطوط الوقت أو
المرور المتساوية ؟
يستفاد من هذه الخرائط إلى الإشارة للشوارع المزدحمة والتي تقع فيها حركة
المرور والنقل للتعطيل والعرقلة ومن ثم الوصول إلى مرحلة الاختناق المروري .
فالشكل السابق كما هو موضح يدل على أن حركة المرور تكون بطيئة على الشارع
الجنوبي – الشمالي لتقارب خطوط السير المتساوية ، أما الشارع الشرقي - الغربي فإنه
يمتاز بحركة أسرع وأسهل من الاتجاه الشمالي – الجنوبي من المنطقة التجارية
المركزية .
ويمكن كما هو موضح في الشكل الاستفادة من تلك الخرائط أيضاً لاستقصاء سرعة
النقل والمرور على الطرق العامة خارج المدن وإمكانية إعطاء سرعة للسير باتجاهات
مختلفة داخل المدينة وخارجها ، وبالتالي يعكس ذلك درجة قابلية الوصول من مركز
المدينة إلى مختلف الجهات في المدينة وأطرافها ، ويمكن تمثيلها بالمعادلة التالي .
كلما تتقارب الخطوط تقل درجة قابلية الوصول وكلما تتباعد الخطوط ترتفع درجة
قابلية الوصول . كما في الاتجاه الغربي حيث تتباعد الخطوط وتزداد القابلية على
عكس الاتجاه الشمالي والشرقي حيث تقل القابلية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق