كيف تكتب بحثاً علمياً ؟
البحوث الجامعية
الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
تنقسم
البحوث الجامعية من حيث المستوى إلى ثلاثة أقسام :
المرحلة
الأولى : بحوث
ينال صاحبها درجة البكالوريوس . ويعرف البحث بـ "الميتريز"
المرحلة
الثانية : بحوث
ينال صاحبها درجة الماجستير . وتعرف بــ "الرسالة"
المرحلة
الثالثة : بحوث
ينال صاحبها درجة الدكتوراه . وتعرف بــ "الأطروحة"
أما المرحلة الأولى فيتحتم على الطالب أن يبحث عن المادة العلمية ويجمعها من مصادرها الأصلية والثانوية، ومن ثم يقوم بإعادة صياغتها ونسجها بحلة جديدة ((وبأسلوب علمي دقيق وواضح وبطريقة منهجية منظمة)) د. قصي الحسين، كتابة البحوث العلمية، ص: 26
أما
المرحلة الثانية والثالثة (الماجستير والدكتوراه) فإن جُهد الطالب أو
الباحث يتركز على موضوع ذو محور معيّن، ذو إطار محدود، ((يجمع له الباحث ما
أمكن من دراسات، وأفكار وبيانات وجداول ومعلومات يتفحصها وينقدها بموازين
النقد العلمي السليم ويضع فيها تحليلاته وتفسيراته وما يتوصل إليه من آراء،
مؤيداً كل ذلك بالأدلة، والبراهين، والشواهد، وبرما يكون له موقف من
القضايا المعروضة بعامة ومن موضوع البحث الأساسي بخاصة، يكون لها الأثر
البارز في مجال المعرفة .)) د.قصي الحسين، ص : 26 وكل ذلك يهدف إلى إلى
إضفاء الجديد ونقد القديم ومعالجة تحليلية بصورة علمية دقيقة، وتقديم ما لم
يقدمه الآخرين في مجال بحثه .
عوداً على المرحلة الأولى (البحوث الجامعية / البكالوريوس) فليس المطلوب فيها على الطالب أن يقوم بتشكيل رأيه ووضع تصوره أو نقده أو انطباعاته الخاصة والشخصية حول موضوع بحثه، إذ المغزى من هذه المرحلة هو تدريب الطالب وصقل خبراته وتطوير فكره في منهجية البحث المناسبة وكيفية جمع المصادر والوصول إليها ، والقدرة على تمييز واختيار المادة العلمية الملاءمة ، والنظر إليه في كيفية إعادة تنظيم هذه المصادر بأسلوبه الخاص . ((وأمثال هذه البحوث في الحقيقة لا تعدو أن تكون تقارير علمية أو ما يعرف بالميتريز)) الهواري، جلال محمد، منهج البحث العلمي عند العرب، ص: 31
عوداً على المرحلة الأولى (البحوث الجامعية / البكالوريوس) فليس المطلوب فيها على الطالب أن يقوم بتشكيل رأيه ووضع تصوره أو نقده أو انطباعاته الخاصة والشخصية حول موضوع بحثه، إذ المغزى من هذه المرحلة هو تدريب الطالب وصقل خبراته وتطوير فكره في منهجية البحث المناسبة وكيفية جمع المصادر والوصول إليها ، والقدرة على تمييز واختيار المادة العلمية الملاءمة ، والنظر إليه في كيفية إعادة تنظيم هذه المصادر بأسلوبه الخاص . ((وأمثال هذه البحوث في الحقيقة لا تعدو أن تكون تقارير علمية أو ما يعرف بالميتريز)) الهواري، جلال محمد، منهج البحث العلمي عند العرب، ص: 31
والبحوث
الجامعية تتنوع بتنوع التخصصات وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
1-
البحث الوصفي .
2-
البحث التاريخي .
3-
البحث التطبيقي.
في البحث الوصفي أو ما يطلق عليه أحياناً (البحث غير
التطبيقي) ((موضوعه الوصف والشرح والتفسير والتحليل في العلوم الإنسانية من فكرية
ودينية، واجتماعية ، وثقافية، أو لما هو كائن من الأحداث التي وقعت لملاحظتها،
ووصفها وتعليلها، وتحليلها، ورصد التأثيرات والتطورات المتوقعة، كما هو يصف الحداث
الماضية وتأثيرها على الحاضر، ويتهم أيضا بالمقارنة بين أشياء مختلفة أو متجانسة، ذات
وظيفة واحدة أو نظريات تعتبر من المسلمات.)) شبلي، كيف تكتب بحثا أو رسالة، ص 12
وللبحث الوصفي خصائص
متعددة كالبحث بين علاقة الأشياء والتحليل فيما بينها فضلاً على تضمنه مقترحات
وحلولاً مع إمكان اختبار صحتها ووصف النماذج المختلفة بحيث تكون مفيدة للباحثين.
((وكثيراً ما يتم استخدام الطريقة المنطقية : الاستقرائية الاستنتاجية للتوصل إلى
قاعدة عامة.)) شهلا، جورج وشفيق جحا، قصة الكتاب، ص: 35
((ويجدر بنا أن نفرق بين هذه
البحوث العلمية وبعض البحوث الأخرى التي تتلبس بها، وهي بحوث تقوم إما على التقدير
وإما على التقويم . والبحث الذي يقوم على التقدير، فإنه يصف ظاهرة أو حالة من
الحالات في وقت معين من دون الحكم عليها، أو تعليلها وذكر أسبابها أو إعطاء توصية
بخصوصها .)) د. قصي الحسين، كتابة البحوث العلمية، ص : 28-29
((أما البحث الذي ينهض على
التقويم فإنه يضيف إلى الأوصاف الحكم على الوسائل الاجتماعية، وما هو المرغوب فيها
من مواقف وإجراءات وما مدى تأثير الاجراءات والانتاجية والبرامج وكذلك يتضمن
أحياناً توصيات لبعض ما ينبغي اتخاذه من مواقف وإجراءات ..) المرجع نفسه .
أما البحث
التاريخي فلا يختلف كثيراً عن البحث الوصفي إذ عملية الاستقراء والمقارنة
واستقراء الأشباه والتماثل هي هي ،فعلينا أن نقرأ الأحداث الماضية التي لم نشهدها
((لنتفهم الحاضر في ضوء الماضي، حتى تسهل صناعة المستقبل)) د. قصي الحسين، ص: 30
فالمؤرخون يحصلون على ((إحصائياتهم إما من
الملاحظة وتجارب الآخرين إذا لم يكونوا من موقع الحدث ..) الطاهر، علي جواد، منهج
البحث الأدبي، ص :85
والمصادر الأولى في مجال البحث
التاريخي تعتمد على الشهادات والآثار مثل العظام أو الملابس أو الآلات والأدوات
المنزلية، والأطعمة والأسلحة والنقود وغيرها كما أن السجلات التاريخية الموثقة
والدساتير والقوانين والأحكام القضائية والصحف والخطابات والعقود والوصايا
والمجلات والأفلام والتسجيلات الصوتية والأبحاث والأرشيف كلها من المصادر المهمة
في البحث التاريخي .
أما البحث
التطبيقي فيخرج من الأسلوب النظري إلى الأسلوب النهج التجريبي الذي تطلب
إجراء التجارب في المختبرات ودراسة العينات في المادة العلمية وملاحظة تغيراتها
وتأثراتها . ((والباحث في هذا المجال لا بد أن يكون ذا دراية تامة بالنظريات
الأخرى التي تؤثر في نتائج ما يوم به من تجارب، وذا قدرة على تحويرها، أو ضبطها
بحيث يستخلص منها نتائج جديدة)) د . قصي الحسين، ص : 31
وفي الختام نقول إلى أن مهمة
الباحث في المرحلة الجامعية على ضوء هذه الأبحاث أن يفتش عن الحقيقة ويتحرى
أسبابها ويقدم النتائج ويسعى للكشف عن ظاهرة مجهولة للخروج بالجديد من الأبحاث
والأفكار ((فهو يبدأ من حيث انتهى السابقون وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يبحث عن
المصادر الأصلية ويركز اهتمامه بها وعليها)) د. قصي الحسين، ص : 30 فضلا عن
الأمانة العلمية التي يجب أن تسود البحث العلمي وذكر الاقتباسات مع مصادرها ونسب
كل فكرة إلى صاحبها فلا يدون آراء الآخرين ويدعيها لنفسه لأن الأمانة العلمية هو
عنوان شرف الباحث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق